شارع نظامي هو شارع مركزي مخصص للمشاة جزئيًا في مدينة باكو ، عاصمة أذربيجان، وقد سمي على اسم شاعر ومفكر أذربيجاني معروف اسمه نظامي كنجافي.
يقع الشارع في الجزء الأوسط من العاصمة، ويربط الإتصال من الغرب إلى الشرق، يبدأ من شارع عبد الله شايج في الجزء الجبلي من المدينة ، وينتهي عند خط السكك الحديدية في شارع أورودجيف ، بالقرب من تمثال شاه إسماعيل خاتاي في “المدينة السوداء”، ويبلغ الطول الإجمالي للشارع 3.538 كم.
واليوم يواصل سكان المدينة التجول والإتصال بمقطع المشاة “تورغوفايا” من الشارع المغلق أمام المواصلات العامة من ميدان النافورة إلى شارع بهبودوف.
التصميم الهندسي للشارع:
إن التشكيل البنيوي للشارع هو عبارة عن توليفة من الأساليب والاتجاهات المختلفة ، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن البناء والتطوير المكثف قد تم تنفيذه على ثلاث مراحل وحقب تاريخية مختلفة: الأولى إبان حقبة الإمبراطورية القيصرية في نهاية القرن التاسع عشر، والثانية: إبان الحقبة السوفييتية في الخمسينات والستينات ثم المرحلة الثالثة: إبان بناء الجمهورية الحديثة بعد استقلال الدولة من الاتحاد السوفييتي.
معظم المباني تم تشييدها في المرحلة الأولى أي إبان عهد المرحلة القيصرية، وبظهر شكل التصميم الهندسي للمنازل أنها مغطاة بالحجر الجيري الصخري، ومن أبرز المباني التي تم بناؤها إبان المرحلة القيصرية، هناك شارع إسلام سفرلي، ثم شارع مختاروف الذي كان يسمى شارع بيرسيدسكايا إبان الحقبة القيصرية، ويوجد هناك اتجاه ثالث في طريق محطة السكة الحديدية ، وكان في هذه المنطقة الثالثة ، في مطلع القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، حيث بدأ بناء أهم المباني المكونة من ثلاثة أربعة طوابق وفقًا لتصميمات المهندسين المعماريين الروس إبان العهد القيصري .
وأول ما يثير انتباه المتجول أو السائح الذي يستطلع ويستكشف أول مرة شارع نظامي هو تلك المباني الحديثة التي أغلبها شاهقة الإرتفاع، مطروزة ومزركشة بنظام فني معماري أقرب إلى الطراز الروسي، كما أنها مغطاة بألواح الألومنيوم المركبة والرخام والجرانيت والخرسانة.
كما أن المبنيين الواقعين في هذا الشارع يقعان خارج المجمع المعماري العام للشارع والمنازل المجاورة، هذا هو مبنى المسرح وهو مبنى ضخم للغاية بالنسبة للمجموعة المعمارية لهذا القسم من الشارع ، ولا ينسجم مع النمط الكلاسيكي للعمارة ، ويشكل استثناء للهندسة الكلاسيكية في الموقع.
ومن أبرز المباني والهياكل البارزة التي تحتل موقعا هاما في شارع نظامي ويثير انبهار الزائر أثناء التنزه والتجول هناك:
جمعية صناعة وتجارة النفط في بحر قزوين والبحر الأسود:
أو ما يعرف بمكتب روتشيلد والذي تم تشييده إبان الحقبة القيصرية.
وقد تم بناؤه على طراز جديد مع عناصر من الطراز الرومانسكي ، ويتميز بنسب ممتازة وهندسة معمارية راقية وواجهات بلاستيكية منقوشة بشكل استثنائي ، ورسم زخارف معمارية للفتحات ، وتفاصيل منحوتة من الحجر المنحوت بدقة. بالإضافة الى أنه يتميز بجدران الواجهات من كتل حجرية.
مبنى مركز التسوق “Nərgiz Ticarət”:
تم تشييد وتصميم هذا المبنى من طابق واحد في ساحة تكاد تكون خالية ، وذلك سنة 1999، حيث تم افتتاح أول مطعم ماكدونالدز للوجبات السريعة في باكو ، وبعد ذلك تم بناء مركز تسوق حديث من أربعة طوابق مكانه، ويواصل مطعم ماكدونالدز العمل في الطابق الأرضي من المركز.
منزل ناجيفسكي:
على مستوى واجهته الشمالية، وهو مبنى سكني تم تصميمه إبان النظام القيصري عام 1911 .
يعتبر المبنى عنصرًا مهمًا في هياكل الأحياء التاريخية لوسط المدينة بواجهاته الضخمة ذات الأشكال الغنية على مستوى فن العمارة الكلاسيكية، يتم رسم كل عنصر من عناصر هندسة الواجهة على مستوى عالٍ، كما أن فتحات النوافذ في الطوابق الثلاثة العليا تم تصميمها بتكوين واحد ناتج عن بناء كتل بلاستيكية.
دار الأوبر الأكاديمية ومسرح البالية:
تم تنفيذ وتصميم هذا البناء الضخم وحسب ما يروى في الأحداث التاريخية: فقد طلبت السلطات القيصرية بناء المبنى من المهندسين في أقرب وقت ممكن، ولذلك تم تصميمه في عشرة أشهر، واستوعبت قاعة المسرح وقتها 1281 شخص، وأقيمت عروض الأوبرا والبالية والدراما على خشبة المسرح باللغتين الأذربيجانية والروسية، كما أقيمت فيه كذلك عروض الأوبرا.
وتلعب الديكورات والتشكيلات الزخرفية دورا كبيرا للغاية في إظهار مدى نجاعة التصميم الهندسي للبناية، فهي مزركشة بالجص الإسمنتي والطوب، كما يحتوي كذلك على تركيب متناسق للواجهة من خلال البرجين المصممين وشرفة أرضية، فالزخرفة المتنوعة للواجهة هي التي تساهم في تعزيز مدى الفن المعماري المنمق الذي يتميز به مبنى الأوبرايت.
مبنى شارع رشيد بهبوتوف:
مبنى سكني تم تشييدخ عام 1964 إبان الحقبة السوفييتية و يقع عند تقاطع شارع رشيد بهبوتوف مقابل الواجهة الشمالية لمسرح سونغ.
هو نموذج جيد شاهد على مدى الزخرفة الفن المعماري الروسي الممزوج بعناصر من العمارة الإسلامية، والشاهد على ذلك هو عناصر الخط العربي في أفاريز المبنى.